الملابس الأوروبية المستعملة أو البالة هي البديل الذي يبحث عنه المواطن السوري غالباً لتأمين كسوة الشتاء والصيف والأعياد لأسباب عدة أهمها السعر الأقل تكلفة مقارنة بأسعار المنتجات الوطنية فضلاً عن جودة المنتجات.
يعتبر التعويض الشرائي من البالة أمر مألوف لدى المواطن السوري وبمعدل شرائي متزايد في السنوات الأخيرة أما المشهد الملفت مؤخراً هو انتشار بسطات البالة في كل مكان في شوارع العاصمة دمشق وحتى في الأحياء الراقية التي لم يسجل سابقاً وجود أي أثر للبالة فيها فهذا شيء لم تعهده دمشق قبل سقوط النظام طالما أن الضرائب والجمارك لاحقت تجار البالة وصادرت مراراً الحاويات بما فيها على الرغم من أن أماكن وجودها محصورة في مناطق شعبية محددة كمنطقة الإطفائية والشيخ السعد أكبر سوقين للبالة في دمشق.
أما الآن البالة تجتاح دمشق تماماً ويتوفر للمواطنين اقتنائها بأسعار مخفضة جداً مقارنة بسعر بضائع البالة في عهد قوانين النظام السابق الجمركية التي كانت تحاصر جيوب التجار والمواطنين على حد سواء حتى أنها في فترة من الفترات أصبحت صعبة المنال.
كلمة بالة التي تستخدم في العربية للدلالة على الملابس المستعملة جاءت في الأصل من الكلمة الفرنسية balle، والتي تعني: حزمة أو رزمة من البضائع، وخاصة القماش أو الملابس، وتُستخدم عادةً للإشارة إلى البضائع المضغوطة والمغلفة.
فرت البالة في عيد الفطر الفائت فرصة للعائلات التي لديها أعداد كبيرة من الأولاد لشراء أطقم العيد بموديلات جميلة وجودة جيدة، حيث أعرب البعض عن استنكارهم لبسطات البالة المنتشرة على الأرصفة بشكل عشوائي وحملوا المحافظة مسؤولية ضبطها كي لا تعرقل السير في أماكن مزدحمة أساساً.
التجارة البالة موجودة منذ أكثر من ربع قرن وتعتبر مقصد جميع فئات المواطنين بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة أو للأسباب ذاتها فيما يخص الأسعار وتوفر الماركات العالمية والمميزة وبضائعها لا تقتصر على الألبسة فقط وتشمل أيضا الأحذية وألعاب الأطفال والأدوات المنزلية ذات الجودة.