تراجع مزارعو السويداء عن استكمال خطط زراعة القمح والشعير هذا الموسم، بعدما أخفقت الأمطار في تحقيق المعدل السنوي المطلوب، مما ينذر بإنتاج شبه معدوم للمحصولين، حيث كشف مزارعون أن العزوف عن الزراعة طال مساحات واسعة، بعدما جاءت الهطولات المطرية ضعيفة وغير كافية، ما أدى إلى فشل خطة مديرية الزراعة التي كانت تستهدف زراعة نحو 55 ألف هكتار.
أكدوا أن مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة تعاني من ضعف شديد في الإنبات، بسبب اعتماد الزراعة في السويداء بشكل رئيسي على الأمطار الموسمية، حيث أوضح الخبير الزراعي في السويداء، الدكتور بيان مزهر، أن واقع المحاصيل الحقلية، وخصوصاً القمح والشعير، يبعث على القلق. وأكد أن الموسم الحالي سجّل أدنى مستويات للهطل المطري مقارنة بالسنوات السابقة، مما انعكس سلباً على نمو المحاصيل وأدى إلى تلف مساحات واسعة ستخرج من دائرة الحصاد.
أضاف مزهر أن تراجع الإنتاج سيضرب بقوة مردودية المزارعين الاقتصادية، خاصة أن الزراعة تشكل مصدر رزقهم الأساسي، محذر من تداعيات أوسع على الأمن الغذائي المحلي، تشير بيانات مديرية الزراعة إلى أن المساحات المزروعة بالقمح لهذا الموسم بلغت نحو 9900 هكتار فقط، مقابل خطة كانت تستهدف زراعة 32,459 هكتاراً. أما بالنسبة للشعير، فلم تتجاوز المساحات المزروعة 8300 هكتار، رغم الخطة الموضوعة لزراعة 23 ألف هكتار.
يواجه القطاع الزراعي في السويداء، وسط هذه الظروف المناخية الصعبة، تحديات غير مسبوقة تهدد الأمن المعيشي لآلاف الأسر التي تعتمد عليه، وسط غياب حلول فعالة لتعويض النقص الحاد في الأمطار.