يواجه مربو الثروة الحيوانية في ريف حلب أزمة متفاقمة نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف وغياب الدعم الحكومي، ما أدى إلى تراجع أعداد المواشي وتهديد الأمن الغذائي في المنطقة، وسط تحذيرات من انهيار القطاع الحيوي الذي يعد مصدر رزق رئيسي لمئات العائلات.
أكد مربون في ريف حلب الشرقي لوكالة نورث برس، أن أسعار الأعلاف تجاوزت القدرة الشرائية، حيث بلغ سعر طن العلف أربعة ملايين ليرة سورية، وطن النخالة ثلاثة ملايين ونصف، في حين تجاوز سعر التبن مليونين ونصف، في وقت تراجعت فيه أسعار الأغنام إلى أقل من النصف مقارنة بالأعوام السابقة، ما أجبر كثيراً من المربين على بيع قسم من قطعانهم لتأمين غذاء البقية.
قال زياد أبو جنيد، أحد مربي الأغنام في الريف الشرقي، إن المربي بات يبيع أربعة خرفان ليتمكن من شراء طن علف واحد، محذراً من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار وشيك للقطاع، خاصة مع اضطرار المربين لاستئجار أراضٍ لرعي المواشي بأسعار مرتفعة قد تصل إلى ثلاثة ملايين ليرة.
أضاف أن ضعف المراعي الطبيعية ونقص الأعشاب دفع المربين للاعتماد الكلي على الأعلاف التجارية، ما يزيد الضغط على مواردهم، وأشار إلى أن الحاجة المستمرة لشراء الأعلاف كل أسبوع أو عشرة أيام بكلفة قد تصل إلى مليون ونصف المليون ليرة، تجعل استمرارهم في العمل شبه مستحيل.
بدوره، أوضح عبد الغني خلف من بلدة تل عرن أنه اضطر إلى بيع أربعة خراف مقابل خمسة ملايين ليرة لتغطية كلفة أعلاف لـ17 رأس من الأغنام، مضيفاً أن سوء التغذية أدى إلى ضعف الخصوبة وارتفاع وفيات المواليد الجدد.