ألمانيا : بعد حادثة الطعن في محطة هامبورغ الرئيسية.. حملة تشويه مدعومة بالذكاء الاصطناعي ضد الشاب السوري البطل

ألمانيا : بعد حادثة الطعن في محطة هامبورغ الرئيسية.. حملة تشويه مدعومة بالذكاء الاصطناعي ضد الشاب السوري البطل

أنقذ شاب سوري عشرات الأشخاص من هجوم بسكين، مخاطراً بحياته. إلا أنه بات الآن هو نفسه هدفاً لحملة تشويه خبيثة على الإنترنت.

ففي الهجوم الذي وقع مساء الجمعة في محطة القطارات الرئيسية بمدينة هامبورغ، تمكن الشاب السوري محمد المحمد 19 عامًا، بمساعدة أحد المارة، من السيطرة على امرأة 39 عامًا مسلحة بسكين، ومنع وقوع إصابات إضافية.

لكن منذ يوم أمس، بدأت حملة تضليل خبيثة تنتشر على الإنترنت، وخصوصًا عبر منصة إكس تويتر سابقًا، حيث ظهرت صور مزيفة بوضوح تم إنشاؤها عبر الذكاء الاصطناعي، تظهر المحمد بجسد مفتول العضلات أمام لوحة مواعيد قطارات، وأحيانًا على شاطئ جزيرة زيلت السياحية، مرفقة بتعليقات تزعم أن قصة البطولة مختلقة، وأن الشاب لا وجود له أصلاً.

إلا أن الحقيقة تؤكد عكس ذلك: الصورة الأصلية التي نُشرت أولاً في مجلة دير شبيغل، والتي يظهر فيها محمد المحمد أمام بوابة براندنبورغ في برلين، مأخوذة من أرشيفه الشخصي وتم التقاطها قبل وقوع الهجوم بفترة طويلة.

مصدر هذه الصور المزيفة لا يزال مجهولاً، لكن المؤكد أن أياً من وسائل الإعلام الموثوقة لم تنشرها. ومع ذلك، فإن حسابات متطرفة يمينية تنشرها على نطاق واسع وتدعي أنها حقيقية، وتصل منشوراتها إلى مئات الآلاف من المستخدمين.

ويتم تداول هذه الصور المصطنعة بكثافة، مع محاولات لتحليل أدلة تشير إلى أنها صادرة عن ذكاء اصطناعي، خصوصًا مع وجود تشوه واضح في شعارات الملابس مثل The North Face، وهي من الأخطاء النمطية المعروفة في صور الذكاء الاصطناعي، خاصة عند التعامل مع النصوص والشعارات.

صحفي بيلد الرئيسي، ماركو زيتزو، التقى محمد المحمد في رصيف القطار رقم 13، حيث وقعت الحادثة، وأجرى معه مقابلة مصورة.

يقول المحمد: كنت أقف في منطقة التدخين عندما بدأ الناس بالصراخ فجأة، مضيفاً أنه رأى امرأة تسحب قلنسوتها وتركض وسط الناس، وهي تطعن المارة بسكين طويل.

بمساعدة رجل شيشاني، تمكن من اللحاق بها؛ حيث عرقلها الرجل فيما انقضّ محمد عليها، فسقط السكين في السكة. يقول: لغتي الألمانية ليست ممتازة، لكنني قلت لها: إذا نهضتِ سأضربك. عندها استسلمت وقامت الشرطة باعتقالها.

ويطالب المحمد اليوم من على رصيف المحطة: يجب أن يُسمح للشرطة بعمليات تفتيش أشمل. ويجب أن تكون العقوبات على هجمات الطعن أشد قسوة.

رغم ذلك، يواصل مروّجو نظريات المؤامرة نشر صور ملفقة وسخرية على الإنترنت، مرفقة بعبارات مثل: من تحاولون خداعه؟، وكأنهم يرفضون تصديق أن شابًا سوريًا أنقذ أرواحًا في محطة قطار ألمانية.

بطولة محمد المحمد حقيقية. أما الصور المتداولة فليست سوى نتاج ذكاء اصطناعي لا يمت للواقع بصلة.

* صحيفة بيلد الألمانية

للاطلاع على آخر الأخبار العاجلة، تابعنا عبر قنواتنا:
قناتنا على تليجرام
قناتنا على واتساب

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Advertisement