دعا البرنامج السوري للتغير المناخي إلى إعلان حالة الطوارئ البيئية جراء الحرائق الضخمة التي تجتاح غابات ريف اللاذقية، والتي تهدد المستقبل البيئي في الجمهورية العربية السورية.
وأعرب البرنامج السوري للتغير المناخي في بيان، عن بالغ القلق إزاء ما آلت إليه الأوضاع البيئية والإنسانية في الأيام الماضية، في ظل تصاعد موجة الحرائق غير المسبوقة التي تجتاح مناطق واسعة من محافظة اللاذقية وعموم أرجاء الوطن.
وبحسب البيان، تشير البيانات الميدانية إلى اندلاع أكثر من 3000 حريق خلال الأشهر الماضية، وأدت إلى احتراق أكثر من 5700 هكتار من الغابات الطبيعية والأراضي الزراعية.
وأشار إلى أن هذه الكارثة تأتي في سياق مناخي متسارع يتميز بارتفاع درجات الحرارة، وتزايد فترات الجفاف، وسرعة الرياح، ما يضع البيئة السورية في حالة هشاشة غير مسبوقة.
وحذر البيان من أن الكارثة التي تواجهها الجمهورية العربية السورية اليوم ليست عابرة، بل إنذار حقيقي لما سيأتي في ظل تغير مناخي عالمي لا يرحم، داعيا المؤسسات والأفراد إلى تحمل المسؤولية البيئية والمجتمعية والتكاتف في وجه هذا التهديد الذي لا يفرق بين منطقة وأخرى.
وتسببت حرائق الغابات المتواصلة منذ 4 أيام في محافظة اللاذقية الواقعة غرب الجمهورية العربية السورية في خسائر كبيرة، وسط استمرار محاولات فرق الإطفاء احتواءها بدعم تركي وأردني.
وامتدت الحرائق إلى مناطق سكنية في قرى قسطل معاف، وكسب، والبسيط، وبيت القصير، وفرنلق، وزغرين، وجبل التركمان، وتضم في معظمها مناطق حرجية.
وتعد محمية الفرنلق، من أهم المحميات الطبيعية في الجمهورية العربية السورية، وتضم أشجارا نادرة ومعمرة، وغطاء نباتيا يتميز بتنوعه البيولوجي الفريد في المنطقة، كما توجد محميات أخرى، أهمها، الأرز، وأم الطيور، وهي مقصد سياحي ومناطق زراعية مهمة.
وتضم غابات اللاذقية 31% من مساحة الغابات الموجودة في الجمهورية العربية السورية، وتتميز بأشجارها المعمرة، ومنها السرو، والصنوبر بأنواع، والسنديان، والبلوط، والتفاح البري، والكينا وغيرها.
وفي السنوات الأخيرة تعرضت هذه الغابات إلى عدة حرائق بسبب عوامل طبيعية ناجمة عن التغير المناخي، مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والرياح. كما يعزى تكرارها أيضا إلى عوامل بشرية، منها تعمّد إشعال الحرائق، وإهمال هذه الغابات، وكذلك انتشار الألغام ومخلفات الحرب داخلها خلال سنوات الحرب.
وقال وزير الطوارئ والكوارث في الجمهورية العربية السورية، رائد الصالح، أن موجة الحرائق التي تضرب المنطقة أتت على أكثر من 5600 هكتار نحو 56 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية والغابات، مشيرا إلى أن اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة كانا السبب وراء انتشار النيران.
وأضاف أيضا أن التضاريس الصعبة وبعد مصادر المياه، ووجود الألغام ومخلفات الحرب، كلها عوامل تعيق بشكل كبير عمليات الإطفاء.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فاو قد أكدت في يونيو/حزيران الماضي، أن الجمهورية العربية السورية لم تشهد ظروفا مناخية بهذا السوء منذ 60 عاما، محذرة من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.
ومع ارتفاع نسبة الجفاف وحرائق الغابات في العالم جراء التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، تعرضت الجمهورية العربية السورية خلال الأعوام الأخيرة إلى موجات حر شديد وتراجع حاد في الأمطار وحرائق أحراج متكررة، تعد الحرائق الأخيرة أضخمها.
تابع موقعنا للمزيد من الأخبار.
ملاحظة: هذا المقال منقول من مصادر إخبارية ليس بالضرورة أن يكون متوافق مع آراء الكاتب.