حققت الطالبة السورية فرح سويد إنجازًا استثنائيًا بحصولها على شهادة الثانوية العامة الألمانية أبيتور بأعلى درجة ممكنة 1,0، رغم وصولها إلى ألمانيا قبل عشر سنوات من دون أن تتقن كلمة واحدة من اللغة الألمانية.
فرح، التي فرت مع أسرتها من الحرب في الجمهورية العربية السورية إلى لبنان ثم إلى برلين عام 2014، التحقت مباشرة بالصف الثاني الابتدائي في مدرسة كورت-شومخر الابتدائية في كرويتسبرغ. وعن تلك الفترة تقول: كل شيء كان جديدًا: اللغة، الثقافة، الناس. لم أفهم شيئًا في البداية.
اعتمدت الطفلة حينها على الرياضيات والإنجليزية، اللتين تعلمتهما سابقًا في لبنان، كما ساعدتها صديقتها هبة وأختها سلام في ترجمة الدروس.
وكانت تحتفظ بدفتر صغير تكتب فيه كل كلمة ألمانية جديدة تتعلمها. ورغم الصعوبات، تحسنت لغتها تدريجيًا، حتى أصبحت في الصف السابع راضية عن مستواها.
خلال جائحة كورونا، بينما عانى كثير من الطلاب من التراجع، وجدت فرح الفرصة لتصبح أكثر استقلالية وانضباطًا، مستلهمة من شقيقتها الكبرى التي أنهت الثانوية بتقدير ممتاز. تقول فرح: لم يكن هدفي الحصول على 1,0، كنت فقط أحاول أن أبذل قصارى جهدي.
إلى جانب تفوقها الدراسي، ساهمت فرح في مبادرات مدرسية، إذ أقنعت إدارة مدرستها ألبرت-شفايتزر-جيمنازيوم بإنشاء مكتبة طلابية صغيرة، وأسست مع أصدقائها فريق سوفتبول.
هذا الصيف، كوفئت جهودها بمرتبة الأولى على دفعتها، وكان من بين المكرمين أيضًا 18 طالبًا آخر من منطقة نويكولن حصلوا على نفس الدرجة.
استقبلهم عمدة الحي، مارتن هيكل SPD، مؤكدًا أن التعليم الجيد يجب أن يكون متاحًا للجميع بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الثقافية.
فرح، التي تؤكد أن أبناء الأحياء ذات التنوع المهاجر يواجهون صعوبات إضافية وسوء فهم مجتمعي، تأمل أن تكون قصتها مصدر إلهام لغيرها: أتمنى أن ألهم الآخرين كي يؤمنوا بأنفسهم، حتى لو واجهوا انتكاسات.
هدفها القادم واضح: دراسة الطب في جامعة شاريتيه الشهيرة ببرلين. ولأجل ذلك تبحث الآن عن تدريب عملي في التمريض، لتتعرف أكثر على حياة المرضى اليومية.
للاطلاع على آخر الأخبار العاجلة، تابعنا عبر قنواتنا:
قناتنا على تليجرام
قناتنا على واتساب