يكافح حرفيو اللاذقية على الساحل السوري للحفاظ على أعمالهم التي تشكل مصدر الرزق الوحيد لهم، وسط ارتفاع حاد في التكاليف ونقص المواد الأساسية، من دون وجود أي تحرك فعلي من الجهات المعنية لتقديم التسهيلات أو الدعم اللازم منها بسبب الوضع في البلاد ومنها بسبب عدم المسؤولية.
في هذا السياق قال رئيس اتحاد حرفيي اللاذقية جهاد برو إن أبرز الصعوبات التي تواجه الحرفيين تتمثل في نقص مادة الإسمنت المستخدمة في معامل حجر البناء، بالإضافة إلى عدم توفر أسطوانات الغاز لمنتسبي الاتحاد من عمال المواد الغذائية والحلويات، وارتفاع سعر الكهرباء في المنطقة الصناعية رغم إعفائها من ساعات التقنين.
أضاف برو لصحيفة محلية (تشرين) أن هذه العوامل تزيد من تكاليف الإنتاج بشكل كبير، علاوة على ارتفاع الضرائب المفروضة على الحرفيين والتي لا تتناسب مع واقع عملهم.
دعى برو إلى اتخاذ خطوات فورية لتوسيع المنطقة الصناعية، التي لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الحرفيين، ثم قال: حالياً أي شخص يرغب ببناء منشآت كبيرة أو معامل يتجه تلقائياً إلى المنطقة الصناعية في حسياء، نظراً لعدم توفر منطقة صناعية مؤهلة للحصول على تراخيص داخل المحافظة، بالإضافة إلى أن بعض المناطق تفتقر إلى البنى التحتية والخدمات الأساسية.
أشار برو إلى أن عدد الحرفيين المسجلين في الاتحاد يصل إلى نحو 12 ألف شخص، وهناك عدد مماثل غير مسجلين، مضيف أن اتحاد الحرفيين يعد منظمة تهتم بمعالجة قضايا الحرفيين دون تقديم مزايا مباشرة.
أوضح أن دور الاتحاد يتركز على رصد مشكلات الحرفيين ومحاولة حلها، إلى جانب تأمين المواد الصناعية والمواد الخام الضرورية، كما أضاف أن الاتحاد يتدخل لحل المشكلات المرتبطة بالعمل بوسائل معنوية أكثر من المادية، ويشرف على توزيع مواد مثل الإسمنت، وتقديم قسائم لعمال البلوك، بالإضافة إلى متابعة شؤون التراخيص والمناطق الصناعية.
ختاماً رغم مطالبات متكررة من الحرفيين لتقديم التسهيلات، يقتصر الدعم على حلول شكلية دون معالجة حقيقية، ما يدفع الكثيرين إلى التفكير في إغلاق ورشهم أو البحث عن مصادر دخل أخرى.