شهدت مصر خلال العقد الأخير تنامي ملحوظ في الحضور السوري، حيث لم يقتصر تأثيرهم على المطبخ وإحياء النكهات الشامية في أحياء مصرية بأكملها، بل امتد ليشمل استثمارات ضخمة تجاوزت المليار دولار، وسط جدل محلي حول تداعيات وجودهم على الاقتصاد المصري وسوق العمل، مع النقاشات الجارية حول قانون تنظيم أوضاع السوريين، أصبح السوريون محط أنظار المجتمع المصري بين إشادة بدورهم الاقتصادي وتحفظات حول تأثيرهم.
خلال أكثر من عقد من الزمان، منذ تكثف التوافد السوري على مصر، زاد عدد المطاعم التي تقدم مأكولات سورية، لدرجة صبغت أحياء بكاملها بملامح شامية، لا تخطئها العين، ليس فقط بسبب أسياخ الشاورما المعلقة على واجهاتها، ولا الطربوش أو الصدرية المزركشة التي تميز ملابس بعض العاملين فيها، بل بلافتات تكرس هوية أصحابها وتؤكد ارتباطهم بوطنهم الأم، فعادة ما تنتهي أسماء المطاعم بكلمات من قبيل السوري والشام والدمشقي والحلبي.
رغم مشاعر القلق والغربة فإن الشعب المصري لا يخفي عشقه للمأكولات السورية، الذين غيرت المطاعم السورية ذائقتهم الغذائية، وأدخلت النكهات الشامية إلى موائدهم عبر وصفات نشرتها وسائل إعلام محلية، لكنهم في نفس الوقت يخشون تنامي الوجود السوري وتأثيره على اقتصاد بلادهم، الأمر الذي بات يعكر مزاج البعض ويحول دون استمتاعهم بالمأكولات الشامية وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
مع موافقة مجلس النواب المصري، الفترة الماضية، على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين، تزايدت حدة الجدل بشأن وجود الأجانب في مصر، لا سيما السوريون، وسط مخاوف عبر عنها البعض من أن يكون القانون مقدمة لتوطينهم، ما يعني زيادة الأعباء الاقتصادية على البلاد، وربما التأثير على حصة المواطن المصري في سوق العمل وفق متابعين مصريين.
ختاماً من موقع دليلك نيوز الإخباري نوضح أن تزايد عدد السوريين في مصر خلال العقد الأخير عكسته بيانات المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين حيث ارتفع عدد السوريين المسجلين في مصر لدى المفوضية من 12800 في نهاية عام 2012 إلى أكثر من 153 ألف في نهاية عام 2023، ليحتلوا المرتبة الثانية بعد السودانيين ضمن نحو 670 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى المفوضية من 62 جنسية مختلفة.