موجة استغراب سيطرت على المواطنين بعد تصغير حجم رغيف الخبز ورفع سعره لجعله أشبه بالخبز السياحي، فالأسرة التي كانت تستهلك ربطة باليوم باتت بحاجة إلى ربطتين ناهيك بما سيعانيه المواطن من ضياع في الوقت والجهد من خلال انتظار وصول دوره على طوابير الخبز.
في هذا السياق أكد جمال محمد أحد العاملين في المخابز لـ صحيفة محلية سورية أنها تكلف خسائر بالمليارات، حيث إن إنتاج طن الخبز كان يستهلك من ٥٥ إلى ٦٠ لتر مازوت قبل تصغيره، أما بعد تصغيره فقد بات يستهلك من ٨٠ الى ٩٠ وأحياناً ١٠٠ لتر من المازوت، مشير إلى أن إنتاج طن الطحين كان يحتاج إلى ساعة ونصف الساعة بالحد الأعلى، أما بعد تصغير الرغيف فقد بات بحاجة لـ٣ ساعات وأكثر وهذا يعني استهلاك كبير للمازوت وخسائر إضافية.
أضاف محمد: إن تطبيق تلك التجربة جعل القدرة الإنتاجية ضعيفة، فقد كان يعمل المخبز ما بين ١٤ الى ١٦ طن خلال ٢٤ ساعة أما حالياً فيعمل بـ٩ أطنان فقط، متسائل كيف للمخبز اليوم في ظل ضعف الإنتاجية أن يخدم تلك الأعداد الكبيرة من الناس، وخاصة بعد زيادة عدد أفراد مدينة دمشق نتيجة عودة العديد من الأسر إلى بيوتهم بعد سقوط النظام، فعندما كانت إنتاجية المخبز ١٥ طن لم تكن تكفي فما بالك بالزحمة اليوم التي لا تنتهي طوال أيام الأسبوع على طوابير الخبز.
أكد محمد استحالة العودة لمقاس الرغيف الكبير، فهناك خطة تقوم بها المؤسسة العامة للمخابز وهي تركيب خطوط إنتاج جديدة تتناسب مع مقاس الرغيف الصغير، مشير إلى أن هذه الخطوة تكلف الدولة خسائر كبيرة بالمليارات نحن بغنى عنها، كما أشار محمد إلى أن الإدارة الجديدة طلبت من مديري المخابز عرض المشاكل التي يتعرضون لها إلى جانب اقتراح الحلول فجاءت الإجابة مع رفض كافة الاقتراحات والحلول، وكشف عن وجود ٢٥٠ إلى ٢٥٢ مخبز في سورية جميعها مصممة لإنتاج رغيف بحجم كبير.
ختاماً كانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً في بداية الشهر الحالي قد أصدرت قراراً بخفض وزن ربطة الخبز إلى 1200 غرام بعد أن كانت 1500 غرام.. بعدد أرغفة 12 رغيفاً وبسعر 4000 ليرة.