يجمع معظم خبراء الاقتصاد أن ما يحصل بالنسبة لسعر الصرف في سوريا خلال الفترة الحالية يعتبر ظاهرة اقتصادية غريبة لا يقبلها أي منطق علمي، حيث لا يمكن أن ترتفع قيمة الليرة السورية أمام الدولار دون إجراءات اقتصادية حقيقية على أرض الواقع.
ضمن هذا السياق نشر الخبير الاقتصادي والمالي جورج خزام منشور على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قدم خلاله رؤيته حول ما يحدث في سوق الصرف إلى جانب حديثه عن توقعاته حول مستقبل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
أشار الخبير الاقتصادي في مستهل حديثه إلى أنه كلما تم تثبيت سعر الصرف الوهمي المنخفض للدولار عند مستويات 10,000 ليرة سورية وما دون عن طريق الإفراط بتجفيف السيولة بالليرة السورية وإقناع السوريين والرأي العام العالمي بأن الاقتصاد السوري يتحسن، كلما كانت مهمة الحكومة المقبلة أصعب.
لفت إلى أن الحكومة المقبلة في سوريا ستواجه تحديات كبيرة وستكون مهمتها صعبة في معالجة الأزمات الاقتصادية المستقبلية القادمة، لاسيما مع تراجع الإنتاج وزيادة البطالة، كما نوه خزام إلى أن سعر صرف الدولار الحقيقي والمنطقي في حال عدم الإفراط بتجفيف السيولة من قبل مصرف سوريا المركزي والصرافين يتجاوز 19,000 ليرة سورية.
أضاف بالقول: بما أن الانخفاض الوهمي بدأ من السعر 15,000 ليرة سورية للدولار، وبعد التحرير تم إغراق الأسواق بالبضائع التركية والسيارات الخردة مع انهيار الاقتصاد وتوقف عدد كبير من المصانع وتراجع الإنتاج مع ظهور أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، ومع كل ذلك انخفض سعر صرف الدولار 34 بالمئة في ظاهرة اقتصادية لا يقبلها أي منطق علمي وفق تعبيره.
حول توقعاته لمستقبل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في ضوء ما سبق، فأشار إلى أنه في واقع الأمر فإنه من المنطقي والمتوقع أن يرتفع سعر صرف الدولار بنسبة 34 في المئة، كما أشار الخبير الاقتصادي إلى أن الليرة السورية سوق تدفع ثمن النهج الاقتصادي الجديد الذي أدى إلى تراجع الإنتاج وإغلاق المصانع، وذلك على شكل ارتفاع حتمي في سعر صرف الدولار.
الجدير بالذكر أن الليرة السورية تستمر بتسجيل مزيد من التحسن في قيمتها أمام الدولار، لكن معظم المحللين يؤكدون على أن هذا التحسن مجرد تحسن وهمي سيتبعه انخفاض كبير في قيمة الليرة السورية خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.