يؤكد خبراء الاقتصاد على أن انعدام ثقة السوريين بإدارة مصرف سوريا المركزي ونهجه المتبع خلال السنوات الماضية كان من أهم الأسباب التي جعلت السوريين يتحولون من ادخار أموالهم بالليرة السورية بالمصارف إلى الادخار بالدولار والذهب في منازلهم لسهولة تخزينه.
أشار الخبراء إلى أهم خطوة يجب أن يتخذها مصرف سوريا المركزي في الفترة الحالية هي إحداث تغيير جوهري في إدارته ونهجه وسياساته النقدية التي أدت إلى انهيار ثقة السوريين به، حيث لفتوا أن أهم نقطة يجب أن يعمل عليها مصرف سوريا المركزي في الفترة المقبلة هي استعادة كسب ثقة السوريين، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات تثبت بشكل قاطع أن المصرف المركزي السوري يدافع بقوة عن الليرة السورية ومدخرات السوريين.
أكد الخبير الاقتصادي جورج خزام في منشور له على صفحته في فيسبوك على أن المركزي السوري مطالب بإحداث التغيير الجوهري في إدارته وسياساته النقدية من أجل استعادة الثقة المفقودة، كما لفت أن استعادة الثقة تحتاج إلى اتخاذ قرارات جريئة من القائمين على مصرف سوريا المركزي تجعل المودعين مطمئنين أن المصرف يدافع عن مدخراتهم وبأن أموالهم المودعة بأمان، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على سعر صرف الليرة السورية والاقتصاد السوري بشكل عام في المستقبل القريب.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه الأسواق السورية من نقص كبير في السيولة النقدية من الليرة السورية، الأمر الذي رفع الطلب عليها وأدى إلى ارتفاع وهمي في قيمتها على حساب الدولار الذي أصبح يعرض في الأسواق بكميات كبيرة، كما نوهت تقارير اقتصادية إلى أن نقص السيولة النقدية من الليرة السورية في الأسواق المحلية جعل الصرافين وتجار العملة يستغلون هذا الوضع في تحقيق أرباح خيالية من خلال التقلبات الشديدة في سعر الصرف خلال فترة قصيرة.
بحسب معظم الخبراء، فإن الحل لمعالجة مشكلة نقص السيولة يكمن في ضخ سيولة من الليرة السورية في الأسواق بكميات مدروسة، حيث حذر الخبراء من أن ضخ كميات كبيرة من العملة السورية في الأسواق بطريقة غير مدروسة قد يؤدي إلى تضخم كبير جداً لا يحمد عقباه، وهنا سيقع المصرف المركزي في سلسلة من المشكلات وفي حلقة مفرغة يصعب الخروج منها.